المحبة الخالية من التمييز تُفسد الأولاد

لقد لاحظت أن الأذى الذي يصيب الأولاد خاصة في سنوات الدراسة إنما يصدر عن البيت.
فالأهل هم الذين يدمّرون ويُفسدون أبناءَهم. لقد حُرِم الأهل في السنوات القاسية التي عاشوها من أشياء كثيرة لذلك تراهم لا يرغبون أن يُحرَم أولادهم من أي شيء.
وبسبب هذه الرغبة فإن الأولاد لا يعرفون فرح الحصول على شيء عندما يفقدونه أو يصعب الحصول عليه. الأهل يفعلون ذلك عن حسن نية.
حرمان الأولاد من شيء دون إفهامهم الغاية من ذلك هو عمل بشع ومضرّ. أما مساعدتهم على اقتناء ضمير رهباني فيشعرون بالفرح من تلقاء أنفسهم عندما ينقصهم شيء فهذا حسن جداً.
اليوم وبصلاحهم الخالي من التمييز يحملون أولادهم على التصرف بحمق وغباء ويُعوَّدونهم على الكسل بجعل كل شيء في متناول أيديهم لكي يدرسوا دون إضاعة وقت فيفسدونهم من

حيث لا يشعرون, لأن الأولاد يعتادون على ذلك الكسل بجعل كل شيء في متناول أيديهم لكي يدرسوا دون إضاعة وقت فيفسدونهم من حيث لا يشعرون, لأن الأولاد يعتادون على ذلك الكسل حتى في أوقات الفراغ.

ويبدأ المثل السيء مع الأمهات أولاً: "اهتم يا بني بدروسك وأنا أوفَّر لك ما تريد: حلوى, قهوة, غسيل الأقدام وإحضار الجوارب.
أما الأولاد فلا يفهمون تصرف الأمهات على حقيقته لأنهم لايتعبون فكل شيء في متناول أيديهم. وهكذا يصبح البشر عديمي النفع إلى أبعد الحدود.
كيف يُحرزون التقدم وهم إتكاليون لا يعملون. هل يصلح هؤلاء للزواج؟ هل يصلحون لحياة الرهبنة؟
لهذا أقول للأمهات: لا تُجبرنَ أولادكُّن على الدرس لساعات طويلة متواصلة. عليهم أن يرتاحوا لاستعادة النشاط وطرد التشوش.

من كتاب
"إلى الإنسان المُعاصر بمحبةٍ مع ألم"
النّاسك المغبُوط بَاييسيُوس الآثوسِي
ترجمة "دير الشفيعة الحارة / الحرش - بدبَا - الكورة / 2012"
سلسلة ياروندا -1-
من الفصل الثالث "الجيل الجديد"
صفحات 210-211

» المحبة
» في المحبة
» المحبة
» + لنبدأ بفرح +
» المحبة الفعلية ...