أعجوبة بعث العازر ليست قيامة. هي إقامة لان هذا لم يأت من نفسه. لقد أخذ القيامةَ من يسوع.
في ترتيب الطقوس الذي اقامته الكنيسة، نعيش هذه الاقامة، هذا البعث، نعيش استباقاً لقيامة المخلص التي هي وحدها القيامة الحقيقية لأن لعازر مات بعد أن أُقيم. هناك فرق بين قيامة المخلص التي هي نهائية بالتمجيد وجعله عن يمين الآب، واقامة العازر.
نحن نرنو الى قيامة المخلص فقط. هي تمجيدنا الأخير. هي انتصارنا على الموت. هي سبب ايماننا. هذا الكتاب لماذا نؤمن به؟ الجواب الوحيد لاننا آمنا بالقيامة. هو يؤيد الكتاب. يدعم كل ما قاله كتّابنا. ويدعم كل ما سوف يقوله القديسون في ما بعد. القيامة، قيامته، هي مركز ايماننا. هي كل شيء في إيماننا. لأننا نرى إنتصارا ليسوع نهائيا على الموت. نحن سنقوم في اليوم الاخير حسب تعليمنا وكما نتلو في دستور الايمان. نحن سنقوم في اليوم الاخير لانه قام. نحن نستمد فاعلية الفصح، فاعلية انتصار السيد على الموت. نستمد هذا لنا. نحن حاصلون على القيامة بفضل قيامته. اذاً، انتصار يسوع على الموت هو السبب الوحيد الذي يجعلنا نقول اننا نقوم من بين الاموات. هذا شيء اساسي ونهائي في ايماننا.
الان في مثل هذا اليوم إقامة المسيح لالعازر أراد ربنا هذا استباقاً لقيامته أو ذوقاً مخصصا لنا لقيامته. أعطانا هبة إقامة العازر وأعطانا بقيامته هو وعداً بأننا قائمون من بين الاموات. أنت لا تقوم من بين الاموات لان فيك خاصية او قوة او هبة لكي تقوم. انت مائت منتن الى الابد. أنت تقوم فقط لأن يسوع قام. هو أعطاك كل غلبته على الموت، كل انتصاره على الخطيئة. نتيجة انتصاره هو أنك تقوم أنت في اليوم الاخير، وتنتصر على الموت. هذه عطية من يسوع فقط لانه هو الذي انتصر وأمدّنا بنصره.
الشيء الجديد في تاريخ الحضارات، في تاريخ الاديان، ان هذه ديانة تقول ليس فقط بالقيامة. هذه تقول أن هناك بشرا من لحم ومن دم اسمه يسوع الناصري ابن مريم هذا قام من بين الاموات. ماذا ينتج من هذا الكلام، ومن هذا اليقين؟ ينتج اننا سنقوم. جاء يسوع والتلاميذ لا لكي يقولوا حكايات ، انما اتوا لكي يقولوا انكم لستم مائتون الى الابد. هذا كان من الخطيئة. ولكن لكم قيامة جاءت من البِّر. أي برِّ هذا ؟ برّ يسوع المسيح فقط.
نحن في مسيرتنا في هذا الاسبوع الى عيد الفصح، ماذا نفكر؟ ماذا نحلم؟ ماذا نحس ؟ ما نحن صانعوه من اليوم الى العيد، ومن بعد العيد الى ان نموت، ما نحن صانعوه اننا نؤمن بقيامة البشر لان واحدا من البشر قام من بين الاموات. ينتج عنه الكثير. ينتج عنه اننا لم نعد نخاف من الموت. نؤمن باننا سنقوم مع المسيح بسبب من المسيح واننا معدون الى الحياة. غير صحيح ان كل نفس ذائقة الموت. هذا صحيح واقعيا اننا سنموت. ولكن نصحح هذا الكلام بقولنا ان كل نفس ذائقة القيامة بسبب يسوع الناصري. من ليس عنده هذا، ليس عنده شيء. من يكون محدودا بقناعة الاكل والشرب، ليس عنده شيء. الحياة كلها تافهة ان لم تؤمن انت انك حي بالمسيح وانه سيحييك في اليوم الاخير، وسيحييك قبل اليوم الاخير في ملكوت السموات. قال من احبني يحيا بي. هذا تمرين عقلي روحي لنا يا اخوة اننا لم نعد نفزع امام الموت. لا نضطرب امام موتنا وامام موت ابينا وامام موت ابننا ولا امام موت احد. اذا كنا موقنين ان يسوع قد قام من بين الاموات تلغى الفاجعة ونكون في تعزية دائمة. من يؤمن ان المسيح قام من بين الاموات ، هو حي قائم ايضا. هو منتعش فرح بالايمان بيسوع.
لذلك إذا مشينا الى العيد من اليوم الى الفصح علينا أن نقولب أنفسنا، نغير عقولنا التي كانت معطلة وفاسدة بالخطيئة. نعبأ انفسنا من نور القيامة. أمام كل حادثة، أمام كل موت، أمام خطيئتنا، نعبأ أنفسنا من الفرح اي بالرجاء. نقوم من خطايانا والا ليس عندنا فصح. هل تريدون ان يكون لكم فصح حقيقي في القلب! تطلبون من الرب ان يجعلكم مؤمنين حقيقة بالقيامة.
كنيسة مار الياس – المطيلب
27 نيسان 2013