في إكثار الكلام وفي الصمت

موضوع: في إكثار الكلام وفي الصمت 18/9/2012, 8:01 pm

إكثار الكلام هو عرش للعُجب اعتاد أن يشهر ذاته عليه ويعرضها. إكثار الكلام دليل على عدم المعرفة, وباب للوقيعة, ومرشد إلى المزاح, وخادم للكذب, واضمحلال للخشوع والندم, وداعٍ للضجر أو مبدع له, وسابق للندم, ومشتت للعقل, وملاش للتيقظ, ومخمد للحرارة, ومبيد للصلاة.

أما الصمت بمعرفة فهو أم للصلاة, واسترداد من الأسر, وصيانة لاضطرام القلب, ورقيب على الأفكار, وراصد للأعداء وضابط للنوح, وصديق للدموع, وباعث على ذكر الموت, ومصور للعقاب, ومتطلع إلى يوم الدين, وخادم للاكتئاب, وعدو للدالة, وقرين للهدوء, وخصم لحب التعليم, ونمو للمعرفة, ومبدع للتأمل, وتقدم خفي, وصعود غير منظور.

من عرف زلاته ضبط لسانه, أما كثير الكلام فلا يعرف ذاته بعد كما يجب.
صمت يسوع أفحم بيلاطس وسكون المرء يُبطل عُجبه.
فاه بطرس بكلمة فبكى بكاء مراً, ذلك لأنه لم يذكر القول القائل :" سأتيقظ في طرقي لئلا أخطأ بلساني", ولا القول الآخر: " الزلة من السطح ولا من اللسان ".

للقديس يوحنا السلمي – من كتاب السلم إلى الله ( المقالة الحادية عشرة)

» الصمت والكلام
» قديس الصمت
» إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
» خطايا الكلام