deema مشرفة
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 01/06/2011 العمر : 39 العمل/الترفيه : teacher
| موضوع: عظيمة هي الثقة 27/5/2012, 8:36 pm | |
|
من إنجيل (لو8:4-56) إن المسيحي مدعو دائما وابداً وراء السيد المسيح , ليظهر المسيح من خلاله . ابنة ذات اثني عشر عاما مرضت مرضا شديدا , وامرأة لها من العمر المرضي عمر هذه الفتاة, أي أنها مريضة منذ اثني عشر عاما , والنص الإنجيلي يدور حولهما . الفتاة الصغيرة وأبوها , وهو ذو مركز مرموق إذ أنه يشغل منصب رئيس مجمع , جاء إلى السيد المسيح , ولم يقل له إلا جملة واحدة قصيرة : إن ابنتي مريضة , حبذا لو تأتي معي إلى البيت لتشفيها . وصمت الأب ولم يعد يسمع له صوت حتى نهاية النص الإنجيلي . أي أن الصوت الذي كان بداخله قد سكت لثقته الشديدة بالمسيح , وليكون للمسيح الصوت الوحيد المسموع . وأما المرأة التي عانت من المرض طوال هذا الزمن فإنها لم تحدث المسيح البتة عنه كما فعل والد الفتاة بالرغم من معاناتها الكبيرة . بل أتت بصمت من وراء السيد المسيح , الذي كان في زحمة من الناس لكثرتهم , وقالت في نفسها لو أنني لمست هدب ثوبه لشفيت . هنا وقف يسوع عن متابعة سيره وخاطب الجوع قائلا :من لمسني ؟ الجملة كانت مضحكة ومخزية بنظر التلاميذ , لأن الجميع كان يزاحمون السيد المسيح. فسألوه كيف تقول من لمسني وأمن ملموس من الجميع بهذا الضغط ؟! لم يأبه السيد المسيح لكلامهم فكلامه دائما وأبدا فوق كلام البشر. هنا تجرأت المرأة وقالت بأنها هي من لمسته نتيجة مرضها , فأتاها صوت المسيح قائلا : ثقي يا ابنة إيمانك أبرأك , واذهبي بسلام . كم هي عظيمة هذه الثقة ! وكم نحن بحاجة إليها ! كم نحن بحاجة لكي نثق بربنا , بإلهنا , بكنيستنا , بصوت معلمنا الإلهي يسوع الذي يقول :"ثقوا بي أنا قد غلبت العالم " . نحن بحاجة إلى هذه الثقة التي تحرضنا لنثق ببعضنا البعض , لنثق بمرشدينا , بمربينا , بكل من لهم دور تعليمي أساسي في حياتنا . هذا الثقة إن لم نأخذها من السيد المسيح فإنها باطلة وبلا معنى . هنا حدثت مداخلة حين أتى أناس من بيت رئيس المجمع قائلين له , لا تتعب المعلم لأن ابنتك قد ماتت . لكن يسوع بقي سائرا نحو البيت , دخله وطلب ألا يدخل إلى غرفة الصبية سوى ثلاثة من تلاميذه , بطرس ويعقوب ويوحنا , وكذلك أبو الصبية وأمها . وقال للجموع مطمئنا إياهم وهم يبكون وينوحون : إن الصبية نائمة وستستيقظ , فضحكوا عليه كما ضحك غيرهم عندما سأل يسوع سابقا من لمسني؟ دائما موقع يسوع هو موقع من يستهزأ به بسبب نقص في الثقة , بسبب نقص في معرفتنا بقدرة شخصه الإلهي . لم يأبه يسوع لما حصل , بل استمر بحبه من أجل أن يحقق تلك المعجزة لهذه الصبية , من أجل أبيها الذي بقي صامتا ولم يتكلم . وعندما رأى يسوع الصبية , قال لها قومي فنهضت . وكلمة قومي تربطنا بالقيامة والنهوض يربطنا بالخروج من القبر , بعد أن نترك فيه أحاسيسنا الخاصة لتموت فيه . ويبقى القبر فارغا وينهض إنساننا الروحي الإنسان الذي يخاطبه يسوع .وهنا نهضت الفتاة , وانتهى الحديث بكامله , وبقي الأب ملتزما بصمته الذي نتمثل ونقتدي به لكي نكون مثله حاملين هذه الثقة الإيمانية التي هي قوة بالغة تعطينا الثمار من يسوع لحياتنا . انتهى كل شيء , ولكن الأمر عند يسوع لم ينته !! نظر يسوع بعطف وبحب وبإحساس مركز نحو الفتاة وقال لأهلها : قدموا لها الطعام . يسوع يشعر مع كل إنسان كأنه أب وأم له . يسوع يشعر بالأمور الكبيرة فأنهض الفتاة من الموت وفي الوقت نفسه شعر بالأمور الحياتية الصغيرة , فقال : " قدموا لها الطعام " . بهذا الحب علينا أن نتقدي بيسوع , ومن خلال أحاسيسنا ومشاعرنا اتجاهه , نشعر مع كل آخر , فالذي جاع مرة في حياته بصورة حقيقة , يشعر بأهمية هذا القول : " قدموا لها الطعام " . والجوع في مفاهيم الكنيسة هو الصوم . فلنستعد للصوم عندما يأتي حتى نشعر بحضور الرب معنا ودائما في كل حين . فنلتمس منه عظمة الوجود , عظمة قدرته , التي نحسها على قدر عظمة إيماننا وعظمة ثقتنا به . وبحجم ما لدينا من إيمان نحصل على هذه القدرة العظيمة
| |
|
georgette ادارية
عدد المساهمات : 3446 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
| موضوع: رد: عظيمة هي الثقة 27/5/2012, 11:39 pm | |
| | |
|