بارك أعدائي ياربّ ..

كتب أحد قديسي الكنيسة الصربية صلاةً يؤكد فيها أن من كان يعتبرهم أعداءه كان لهم دورٌ إيجابيٌّ كبير في حياته.

يقول:


" أيّها الربّ بارك أعدائي ! و ها أنا بدوري أباركهم و لا ألعنهم .

إنّ أعدائي هم الذين جعلوني أرتمي في أحضانك وليس أصدقائي .

أصدقائي ربطوني بالأرض بينما أعدائي حرّروني منها ، ومنحوني القدرة لأحلّق نحو السماويات .

جعلني أعدائي غريباً عن العالم .

صرتُ مثل حيوانٍ يطارده الصياد فيبحث مسرعاً عن ملجأ آمنٍ يختبئ فيه , و هكذا , بينما كنت مضطهداً من أعدائي

وجدت الملجأ الأكثر أماناً وسلاماً , في ظلّك يا إلهي ,

هناك حيث لا أعداء و لا أصدقاء يطالون روحي .

بارك يا إلهي أعدائي , و ها أنا أباركهم أيضاً و لا ألعنهم .

ففي كلّ مرةٍ كنت أُظهر ذاتي حكيماً كان أعدائي يدعونني غبياً ,

وفي كلّ مرةٍ كنت أصنع من ذاتي قوياً , كنت أبدو أمامهم كالقزم .

في كلّ مرةٍ أريد أن أقود الآخرين , كانوا يدفعونني بعيداً و يهمّشونني .

كلّ مرةٍ كنت أظنّ فيها أني سأنام بهدوءٍ مطمئنَّ البال , كانوا يوقظونني من النوم .

في الحقيقة إنّ أعدائي حرّروني من رباطات هذا العالم الفاني , و جعلوني أبسط يديَّ ماسكاً هدبَ ثوبك .

بارك يا ربّ أعدائي و أكثرهم و اجعلهم أكثر قسوةً معي , حتى أركض إليك دوماً ولا أحيد عنك ,

وتصبح أنت رجائي الوحيد , فيسود السلام المطلق داخل روحي ,

ويغدو قلبي قبراً أدفن فيه هوى الكبرياء وهوى الغضب , وتصبح السماء مستودعي الذي سأجمع فيه كنوزي .

لقد علّمني أعدائي أمراً يصعب تعلّمه بسهولةٍ , وهو أنّ عدوّ الإنسان الوحيد ليس إلا ذاته هو ,لا أحد ولا شيء آخر ..."