أحد الصليب + الثالث من الصوم المبارك

أحد الصليب

اليوم وصلنا إلى منتصف الطريق في رحلة الصوم المبارك . وها نحن نطوي الأيام بسرعة وكلنا فرح وشوق لبلوغ الهدف المنشود،ولقاء الرب القائم من بين الأموات.
الرحلة مستمرة ، ومن تأخّر عن المشاركة فيها يمكنه الصعود معنا إلى حافلة الكنيسة لأن اليوم عندنا فرصة جديدة .إنها فرصة قد تكون الأخيرة ،ومن يعلم؟ لأن الأيام شريرة وعدونا كأسد زائر يجول في الهواء يلتمس ان يقتنص الفريسة الضعيفة والمترددة باللحاق بقطيع المسيح والإبتعاد عن حماية الرب ورعايته .
احمل صليبك واتبعني .
إخوتي اليوم أحد الصليب
والإنجيل الرائع يدعونا الرب من خلاله لأن نحمل الصليب ونتبعه.إذا كنا نريد الخلاص
وهذا الكلام يصدم كل سامعٍ لايدرك حقيقةً محبة يسوع وفكر يسوع . وهنا يهمس الشيطان في نفوس البعض ويقول : معقول ؟! أنه يجب علي!َ أن أحمل الصليب لكي أخلص؟!! أموت كي اعيش ؟!وهل أنا مسيح حتى أحمل الصليب ؟! . ألا يكفيني ما أُعانيه في حياتي وصليب حياتي ؟؟ زوجتي ، رب عملي ، زوجي ، أولادي ، جارنا ، جارتنا . ويقنعهم الشيطان أن تحمُّل متاعب هؤلاء ، أصعب من تحمل مشقات صليب المسيح .
إن مشكلتنا في عدم اتباع المسيح ، هي في أننا لا نؤمن بإمكانيات الله ، وقدرة الله في تحقيق وعوده . بل ننظر إلى إمكانياتنا وقدرتنا نحن على حمل الصليب أو طاعة الله هل أستطيع أنا أن أتحمل طاعة الله ! هذا الكلام هو أول السقوط . لماذا ؟؟؟ لأنه لايوجد إبن امرأة يستطيع أن يحقق كل كلام يسوع إذا كان لايؤمن بيسوع . أنت لاتستطيع ان تصلي إن لم تكن تحب يسوع . ( طبعاً يمكنك أن تتمتم كلاماً فارغاً لايقدم ولا يأخر ، حتى ولو كنت تقرأ في الإنجيل وكتب الصلوات ولكن محبة يسوع لاتعيشها في حياتك فأنت كيهوذا تلميذ غير مستحق للتلمذة لأنك في أول تجربة ستبيع السيد ليس بثلاثين من الفضة بل بأقلّ من ذلك وما اكثرهم بين المسيحيين .مسيحيون بالمناسبات وبالواجبات وبالفروض الدينية . إنهم جواسيس الشيطان . يفخخون الحياة المسيحية ويسممونها بحياتهم الملتوية ، ويشوهون صورة يسوع بين الناس .
الناس الذين يسلكون بعكس مشيئة الله فإنهم لن يفهموا مشيئة الله . لذلك معظم الناس يصدمهم هذا الكلام : إحمل صليبك واتبعني . فما الذي يريده الرب من هذا الكلام ؟؟ هل فهمت أنه يريدك أن تستغني عن حياتك وتموت مصلوباً !!؟؟ هل رأيت الرب مرة مستهتراً بحياته وباحثاً عن الألم والقهر والموت ؟! أبداً . حياة الرب على الأرض كانت هي السير والعمل بحسب مشيئة الله الآب ، وخلال هذه المسيرة أراد الناس أن يميتوه على الصليب ، لم تكن إرادته وتصميمة أن يموت مصلوباً أبداً . الناس رسموا له هذا الموت بهذه الطريقة وهو بما انه إله كان يعلمُ ما خطط له الناس الذين جاء ليخلصهم . وأنت الآن يقول لك الرب : اليوم إحمل نفسك واتبعني كرس حياتك لي وتعال معي ، وإن شعرت أن المحبة فيها ألم لك ، لاتخاف أنا أساعدك ، إذا شعرت أن التواضع فيه مشقة ، لاتخف أنا أرفعك معي أطعني كما أطعت أنا ابي الذي في السموات .و حتى ولو أوصلتكَ طاعتي إلى الموت ، لاتخف فأنا أقيمك كما قمت أنا من بين الأموات من أجلك . إحتمل ما تعتقده صليبك ، أنت تعتبره صليب، ولكنه ليس صليب بل هو وسام إنتصارك على الخطيئة.
يسوع يدعونا لنحمل صليبنا كما حمل هو صليب الطاعة للآب والمحبة للآخر والعيش بطهارة الكلمة .والرب مستعد أن يموت عنك كل يوم إن أنت عملت بهذا . ليحقق مشتهى حياته الذي هو خلاص نفسك وجسدك وعيشك معه في الفردوس .
فهل تريد أن تحصل على هذا الشرف الإلهي؟ سلمه حياتك ، سلميه حياتكِ ، قدمي جردة حساب عن حياتك السابقة فلنعترف بكل سقطاتنا ونلقي عنا شباك الخطايا المكبلة لحركتنا إلى المسيح الإعتراف هو غسيل لصفحات عمرنا المتسخة والتوبة هي السعي والإنطلاق إلى المسيح .
ولا تتكل على إمكانياتك وقدراتك الشخصية أبداً . بل قل له : أسلمك يارب حياتي قدني أنت بيدي إلى حيث تريد أنت ، ولا تتركني أذهب بحسب ميولي وأفكاري أنا ، لأني بدونك لا أستطيع شيئاً . أريد أن أصوم ساعدني ، أريد أن اكرس لك حياتي ، ساعدني . أريد أن أبني عائلة مباركة تشهد لك ، ساعدني . بارك حياتي وسهل الطريق أمامي بضياء نور وجهك الحبيب وأنا أريد أن أكون لك خادما طوال حياتي فإجعلني يارب كاحد أجرائك .
وثقو أن سلامكم سيظهر للعلن ويعرف العالم كله أنكم أحباء يسوع آمين .

الخوري + بطرس

» مينولوجيون احد الصليب الثالث من الصوم الكبير
» الأحد الثالث من الصوم للصليب
» البابا شنوده الثالث
» المجمع المسكوني الثالث - مجمع أفسس
» المجمع المسكوني السادس - مجمع القسطنطينية الثالث