رِسالَة أَنقِلَها عَن واحِد مِنَ الأَحياء بِأَرض مِصر في هَذِهِ الأَيام مِن تاريخ البَشَرِيَة، وَهوَ مِن أَتباع الناصِري المَدعويينَ بِالمَسِيحِيين، وَقَد وَجَدتَهُ مُنذُ أَيام يُرَدِد بِكُلِ ما بِداخِلِهِ وَبِأَعلي صَوتِهِ أَمامَ الجَميع وَيَقول:
وَدَدتُ اليَوم أَن أَرفَعَ شُكري وَعَظيمِ إِحتِرامي وَتَقديري مَعَ إِمتِناني لِشَخصِ روح الله القُدوس (سَيِدُنا وَمُعَلِمُنا وَقائِدُنا) علي عَظيمِ رِعايَتِهِ وَنَقاءِ تَعلِيمِهِ مَعَ عُمقِ تَأثيرِهِ الَذي كانَ لَهُ الفَضل الأَوَل في تَنشِئَة أَتباع الناصِري عَلي هَذا القَدر مِنَ الأَمانَة وَالإِحتِمال في حُبِ وَمُصابَرَة.. إِذ أَنَهُ عِندَما أُتِيحَت لَهُم وَلِكُلِ إِخوَتِهِم في الوَطَن حَق المُشارَكَة في الإِنتِخاب لِأَجلِ الوُصول لِحَياة الشَرِكَة وَالحُرِيَة الأَصيلَة لَم يَلجأ واحِد مِنهُم إِلي أَي شَكل مِن أَشكال التَزوير والتَضليل وَالغِش والإِساءَة.. لَم يَكذِب وَاحِد مِنهُم.. بَل شَارَكوا يَحدوهُم كُل الثِقَة وَبِحسٍ وَطَني نَقي وَأَصيل. لِأَجلِ كُلِ هَذا الواقِع الَذي ظَهَرَ لي مِن أَمانَتِهِم بَل بِالأَكثَرِ مِن مَن إِتَبَعوا طَريقَ الضَلال وَالتَضليل وَإِسقاط مَخافَة الله (القاضي العادِل) تَقَدَمت بِشُكري لِلرَب الروح.
وَأَنا اليَوم لَأَفتَخِر بِكَوني واحِد مِن أَتباع الناصِري.. لَيسَ لِأَني وُلِدت هَكَذا مِن أَبَوين مَسيحِيَين.. بَل لِأَني عايَنت بِأُمِ عَينَي سِمو تَعالِيم روح الناصِري وقُوَة تَأَثيرُها بِعَمَلِهِ عَلي أَرضِ الواقِع.
لِلرَبِ الأَرضِ وَمِلؤُها، وَعَدلَهُ هُوَ الأَبقَي وَالَذي سَيَسود وَلو بَعدَ حينٍ وَعَمَلٍ وَدِموع، وَسَيأَتي بِثَمَرٍ كَثير.
أُنظُروا يا كُلَ العابِرينَ الناظِرينَ هُنا.. نابوتَ اليَزرَعِيلي قَديما قُضيَ بِعِلَة (بِجَريمَة أُلصِقَت بِهِ ظُلماً).. فَكانَ أَنَ الشَعب (المُضَلَل) قالَ: ذَهَبَ نابوت بِفَعلَتِهِ، وَلَكِن عَدلَ الله (الحَي) لَم يُجِيزَ إِلا الحَق، وَأَصدَرَ حُكمَهُ عَلي ظالِمي نابوت، وَنُفِذَ الحُكم بَعدَ حِينٍ، وَرُفِعَ الغُبن عَن إِسم نابوت، وَخُلِدَت سِيرَتَهُ.. الرَب هُوَ هُوَ لا يَتَغَيَر.
سَيِدي الرَب الإِلَه.. كَما عَلَمتَنا دَوماً نُقَدِمُ حُباً وَإِخلاصاً وَتَأَخي لِكُلِ مَن حَولِنا لِكُلِ شُرَكائِنا في الوَطَنِ وَالعالَم.. بِصِيتٍ حَسِن وَرَديء في أَقصي الظُروف وَلَو إِساءَة وَتَشويه وَإِقصاء نُقَدِمُ حُبا بِإِصرار، وَنَبدأ مِن جَديد.. نُقَدِمُ يَدَنا كَشُرَكاء نَحوَ الحَياة الأَقضَل وَلَو قُدِمَ لَنا مَوتاً.
أُنظُر أَنتَ يا رَب وَأُحكُم بِعَدلِكَ.. لَيسَ لَنا إِلا أَنت.
أَه يا رَب.. أَنت عَلَمتَنا حُباً وَشَرِكَة، وَالعالَم بِكَثرَة مِن مُؤَسَساتِهِ يُعَلِم بِالغِش وَالتَزوير وَالتَشويه وَالبَلبَلَة، وَلَمَ يُحرِزُ فَوزاً كَذِباً يَدَعي أَنَ هَذا تَأيِيداً وَنَصراً مُبيناً مِن عِندِكَ.
سَنَسعي بِحَسَب روحِكَ وَلَن نَضِل أَو نَكِل.. كُن مَعَنا لِتَبيتَ عِندَنا.. فَاللَيلُ أَقبَلَ.. اُمكُث حَتي الصَباح.. وَأَنت مَعَنا نَعبُرُ اللَيل وَإِذ هوَ نَهار.. مُنتَظِرينَكَ.. أَمين.