ثقة يسوع بنا . (لوقا 22 || 31 -34

(وقال الرب : سمعان ، سمعان ، هوذا الشّيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكنّي طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك . وأنت متى رجعت ثبت إخوتك. فقال له : يا رب ، إني مستعد أن أمضي معك حتّى إلى السّجن وإلى الموت فقال : أقول لك يا بطرس : لا يصيح الدّيك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنّك تعرفني )


*ألمسيحيّة هي مسيرة حياتنا مع المسيح بكلّ ما تمثّل هذه الحياة من سقطات ، من تجارب أو من سموّ في محبّة الله. ولكنّنا قلّما نعي أنّ الله يثق بنا ويعلّق علينا آمالاً رغم ضعفاتنا وهفواتنا وأخطائنا. هو ينظر إلى داخلنا ، إلى الخير الّذي نقوى على فعله ، ويشدّد عليه ويعزّزه فينا .
( سمعان ، سمعان ، هوذا الشّيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة )

إنّها التّجربة ، الّتي ندخل فيها ونختبرها ، ويسمح الرّبّ بها كي لا يعيق مسيرة نموّنا الفكري والمعنويّ والرّوحيّ . ولكنّه واقف معنا يساندنا يطلب لنا يصلّي من أجلنا ، كما يقول القدّيس أغسطينس " لنا كاهن في السّماء ، يصلّي من أجلنا ومعنا ويستجيب لنا" .

(ولكنّي طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك )

لم يطلب يسوع لسمعان ألّا يقع في التّجربة وإنّما ألّا يفنى إيمانه. من الضّروريّ أن نختبر المحنة وإلّا فكيف نعي إيماننا . ألا يدرك الطّفل حبّ أمّه الغير المشروط إلّا في أوقات المحنة وفي أقصى بعده عنها ؟؟ يسوع يعلم سقطة سمعان ، وها هو يطلب لأجله أن يتخطّى محنته ، لأنّ هذه المحنة ستعلّم سمعان الكثير ، وهو الموكل على الجماعة المؤمنة .

( وأنت متى رجعت ثبت إخوتك )

ألآية المدهشة ، العميقة ، الّتي تعبّر عن كلّ الحبّ والثّقة ، وعن تمسّك يسوع بنا . يا لروعة هذه الكلمات الّتي تهزّ كياننا ونحن نرى الرّب يعلم أنّنا سنسقط ، يطلب لأجلنا وما زال رغم كلّ شيء يثق بنا !! ( وأنت متى رجعت ثبت إخوتك) أنت من دخلت في التّجربة واختبرتها ، أنت من نكرني ، وادعيت عدم معرفتي ، أنت من استحيت بي أمام خوفك ، أنت من تزعزعت ثقتك بي ، أنت من أثق بك ، وأنت من أدعوك لتثبت إخوتك بالإيمان بي . هذا ما يقوله الرب.

فلنثق بربنا وإلهنا ونحن في عزّ محنتنا وتجربتنا ، فهو يثق بنا ويعلم أنّنا سوف نعود ، وهو منتظر دائماً ويداه مفتوحتان لاحتضاننا.