في عدم الحكم على القريب

موضوع: في عدم الحكم على القريب 11/5/2011, 1:06 am

مامِن شيء أخطر وأتعس من إدانة القريب وإذلاله.
لماذا لا نحكم بالأحرى على أنفسنا من أجل الإساءات التي نعرفها جيّداً، والتي علينا أن نعطي الله جواباً عنها؟ . لماذا نتعدى حكم الله؟. ماذا نبغي من جبلته؟ . أليس علينا بالأحرى أن نرتعد عندما نسمع بما حدث لهذا الشيخ الذي ، إذ سمع عن أخ له وقع في الزنى ، قال : " أنظر كيف أساء فعلاً " .

ماذا حدث لهُ؟ لقد أتى الملاك القديس بنفس المتهم ومَثلَ بها أمام الشيخ وقال له : " أنظر ها إن الذي حكمت عليه قد مات . أين تريد أن أودعه ، في الجنة أم في جهنم ؟" .
هل ثمة مسؤولية أكثر رهبة من هذه ؟ ، لأن كلام الملاك للشيخ هو هكذا : كونك أنت قاضي الأبرار والخطأة ، مُرني ماذا أصنع بهذه النفس المسكينة ؟. هل تصفح عنها أم تهلكها؟ . فاضطرب ذلك الشيخ القديس ، وأمضى بقية حياته في التنهدات والدموع والأوجاع الكثيرة ، متضرعاً إلى الله أن يغفر له تلك الخطيئة . وبعد أن انطرح على قدمي الملاك ، نال المغفرة. إذ أن قول الملاك له: " أنظر كيف أن الله أراك عاقبة الإدانة ، فلا تعُد إليها ثانية " ، قد جلب له المغفرة. ورغم ذلك لم تشأ نفس الشيخ أن تتعزى من حزنها حتى الموت.

ونحن ، ماذا نريد من القريب ؟ . لماذا نودّ طرح أحماله على عواتقنا ؟ . لنا من الكفاية ما يشغلنا . فلينتبه كل منا إلى نفسه ، إلى أخطائه الخاصة ، ولله وحدهُ التبرير أو الدينونة . لأنه وحده يعرف حالة كل واحد ، مقدرته ،تصرّفه ، مواهبه ، مزاجه وخصائصه ، وبموجب هذه وتلك يحكم كما هو وحده يعلم. فحكم الله على أسقف غير حكمه على أمير ، وحكمه على رئيس دير غيره على تلميذ ، وحكمه على شيخ غيره على شاب ، وعلى مريض غيره على معافّى . ومن يقدر أن يعرف هذه الأحكام إلا ذاك الذي صنع كل شيء وأبدع كل شيء ويعرف وحده كل شيء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب التعاليم الروحية للقديس دوروثاوس غزّة

اذكروني يا إخوتي في صلواتكم

» أحبب الله وأحبب القريب .
» الى القائمين على الحكم في مصر
» من اجمل الحكم
» هل تعتقد أنك تجيد الحكم على الآخرين ?
» وثيقة تاريخية ( نص الحكم على يسوع )