رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
أهلأً بكم ونشكر الرب على بركة قدومكم
قد تكون صدفة أو بدعوة من احد اصدقائك ,
ولكن مجرد وصولك الى هذه الصفحة من موقع رعيتنا المباركة ، إعلم ان الله قد رتب لك ولنا هذا اليوم لنلتقي.

اضغط على خانة( تسجيل ) إن لم تكن مسجل سابقاً واملأ الإستمارة كما يظهر امامك .وسيصلك الى الهوتميل رسالة من المنتدى تدعوك لتفعيل عضويتك . قم بهذا وادخل بعدها للمنتدى بسلام .

أواضغط على خانة ( الدخول ) ان كنت مسجل سابقاً واكتب اسم الدخول وكلمة السر وشاركنا معلوماتك وافكارك .


المدير العام
+ الأب بطرس
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ارثوذكسي انطاكي لنشر الإيمان القويم
 
الرئيسيةآية لك من الربالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
حتّى لا تفقدوا البركة، الّتي منحكم إيّاها الله، جاهدوا وحاربوا، حتّى تتمثّلوا كلّ فكر يلهمكم به، واطردوا كلّ فكر يقتلكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) في أعاصير زماننا، من الواجب أن نبقى صاحين. هذا أوّل شيء أطلبه منكم: اسمعوا كلمة الإنجيل، كونوا صاحين، ولا تكونوا أولادًا في أذهانكم. (القدّيس صفروني الآثوسيّ) إنّ أبي الرّوحيّ نصحني ألّا أقرأ أكثر من بضع صفحات، في اليوم: ربع ساعة، نصف ساعة، إنّما أن أُطبّق، في الحياة اليوميّة، ما أقرأ. (القدّيس صفروني الآثوسيّ)
نشكر زيارتكم أو عودتكم لمنتدانا فقد اسهمتم باسعادنا لتواجدكم بيننا اليوم .

 

 والدة الإله ( مهمة جداً للمطران جورج خضر )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fr.boutros
Director-General
fr.boutros


ذكر
عدد المساهمات : 3017
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

والدة الإله  ( مهمة جداً  للمطران جورج خضر  ) Empty
مُساهمةموضوع: والدة الإله ( مهمة جداً للمطران جورج خضر )   والدة الإله  ( مهمة جداً  للمطران جورج خضر  ) I_icon_minitime18/1/2010, 12:26 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

والدة الإله

  كلمة ألقاها سيادة المطران جورج خضر في مصر ٧ كانون الثاني ١٩٩٥ م

تم نقله من مركز الدراسات القبطية الأرثوذكسية

المطران جورج خضر

كيف نتكلم عن المليكة بدقة اللاهوت واحتدام الشوق إليها بآن، واللاهوت ليس جسورا كالحب، وذلك في حف ٍ ل عّلم أبٌ له كبير الثيؤطوكوس العالم، ولكني مقتف آثار كيرلس لو دققت ما أمكن التدقيق، ومت ٍ ق مثل رهبانيتكم التي لما رعت البتولية، ألم تُل ِ ق عليها الدائمة البتولية وشاحها الكريم؟
نحن في بحث مريم أمام ثلاثة مصادر غير متكافئة في الامتداد، أعني الكتاب الإلهي، والتراث، والأدب المنحول، وسوف أحاول مقاربة هذه المصادر لكي ِ ل ما يكال أو وزن ما يوزن بغية تقصي العقيدة واستيضاح ما تسلمناه من الرب، وإياه أرجو أن يضع في فمي كلمًة موافقًة لوحيه، ولو توسلت منهجًا نقديًا غير مألوف في أوساطنا الأرثوذكسية بسبب من حب الهوى الذي عندنا لوالدة الإله.
فإني إذا اجترأت إنما اجترئ في التقوى تعظيمًا لتلك مَن كانت "أكرم من الشاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السارافيم". وحدودي أني ساعٍ إلى ما أعرفه من إرثنا المشترك وما جال في تأملات المدى البيزنطي، لا لكوني ُأؤثره على ما في بقية المشرق من خلجات الفكر والشعر المريميين، ولكن لم يُتِح لي تقصيري معرفة كل ميراث هذا الشرق الطيب، غير أن يقيني أننا ندنو من العذراء الكلية القداسة دنوًا واحدًا ونغنِّيها غناءً واحدًا، فأدعُ المقارنة لكم.  

     وإذا سمحتم بذكر أمر شخصي، فقد قال لي مرة لاهوتي من كنيستي : أجنبيٌ أنت لست إنطاكيًا. أنت أسكندري لكونك رمزيًا. قلت صدقتَ. ولعلكم تحسون إني أحج إليكم لأقتبس من حسن العبادة عندكم أطهُر ﺑﻬا. هل قلت لكم السنة الماضية في هذا المكان الرضي ما قلته لسائل عن زياراتي لمصر إنما آتيها كل عام لأرعى موداتي القبطية فأحيا ﺑﻬا سنًة كما كان يحيا الرهبان الفتيون ردحًا من الزمن بكلمة تفوه ﺑﻬا أنطونيوس الكبير.

إذا ذهبنا إلى المصادر تواجهنا غير مسألةٍ، فلا نجد إلى جانب النص القانوني إلاَّ شذرات قبل مجمع أفسس، ونجد الكثير في الأدب المنحول ذلك الذي حرَّم الآباء الأقدسون قراءته في البيعة، فعليه وحده يرتكز عيد الدخول للسيدة المباركة الى الهيكل، ذلك العيد الذي أسسه الإمبراطور يوستنيانوس السنة ال ٣٤٥ للميلاد بمناسبة تدشين كنيسة للعذراء في أورشليم. والعيد يقوم كّله على أن زكريا أبا يوحنا  السابق أدخل مريم طفلًة قدس الأقداس لكونه عظيم الكهنة آنذاك. فزكريا على ما وصفه لوقا لم  يكن كبير الأحبار، وما خُوِّل أحدٌ ولوج قدس الأقداس إلاَّ كبير الأحبار مرًة في السنة، وليس من استثناء معقول بسبب من نص الشريعة، فما قيل إنه حدث لم يحدث، فما معنى العيد؟ هل نتجاوز معرفتنا للعهد القديم وما كان للمكان من قدسية قبو ً لا لكتاب غير قانوني؟


كذلك ما ورد عن الرقاد من تجمع الرسل على السحاب من أقطار المسكونة وافتراض أن والدة الإله قد توفيت في أورشليم وليس في أفسس، ولكل من التقليدين حجته غير أن القبر غير معروف على وجه الدقة الأثرية هنا وهناك والقول بانتقال التلاميذ على السحب لا يعدو كونه لونًا من ألوان الشعر الشعبي، والحديث عن الرقاد لا أثر له قبل القرن الخامس في ما ذهب إليه ثيودوروس أسقف مصيصه أبو النسطورية الحقيقي. وما أحاط بالقصة من جزئيات كاجتراء يهودي على الجثمان الطاهر، يصور حالة الصراع التي كانت بيننا وبين أمّة اليهود آنذاك أو ما علق في ذاكرتنا الجماعية من هذا الصراع.


   فالسؤال الكبير الكامن وراء هذه الحكايات سؤا ٌ ل يدور حول العلائق بين الحدث ومعنى الحدث. فهل نحن مكرِّسون لتاريخية ما بدا حدثًا، أم نأخذ بمدلوله الرمزي؟ فالرقاد الجسدي تم كما تتم كل ميتة بسبب البشرة الحاملة الموت ومن بعد هذا نتأمل لاهوتيًا ولا نكون بذلك معتمدين إنجيل يعقوب بالضرورة، ولكننا مقتبسون منه ما يوافق تقوانا فننشد للرقاد وما استتبعه وفق ما نحس به في وجداننا الكنسي. وما ييسر الأمر أن الكنيسة الأرثوذكسية لم تكن بحاجة ولن تكون في حسي بحاجة أن تحول هذا العيد إلى عقيدة لكوﻧﻬا تحيا في بركات الليتورجية وهي لا تكثر من العقدنة.

  فلو لم يكن نسطوريوس لما احتاجت إلى رفع عبارة الثيؤطوكوس إلى منزلة عقيدة.
وإذا كان طبيعيًا ألا تكون ثمة مشكلة مع الرقاد من حيث واقعيته، فالمشكلة كاملة مع دخول السيدة المصطفاة إلى هيكل أورشليم. هنا التاريخية متعذرة .

ماذا أقرت الكنيسة إذًا بإقامتها العيد؟ يزين لي هنا أﻧﻬا ثبَّتت معناه الرمزي، أعني ﺗﻬيئة الآب لعروسه بغية دعوﺗﻬا إلى خدمة التجسد الإلهي. وهنا لا بد لي من التذكير بأن الشعوب المسيحية القديمة كانت أليفة الرمزية أو التأويلية أكثر بكثير منا، فتلك كانت وسيلة من وسائل قولها الفكر، فليس كل سرد سردًا تاريخيًا، وما الشعر أقل حقيقًة من التاريخ، فنُقِرُّ التاريخ حيث يكون ونقول بالشعر حيث يكون.
 إذا عرفنا موقعنا من الأدب المنحول لا تنتهي عندها مصاعبنا مع الكلام في الأم المباركة. ففي الوثنية الآلهات الإناث متصلة بعالم الجحيم والظلمة، ولا نجد في الواقع المرأة الحاملة الحضرة الإلهية والخلاص، والآلهات مرتبطة بعبادة الخصب والجنس.

هناك أثر للأم العذراء هنا وثمة. اعتقادنا نحن أن الأسطورة ليست بالضرورة كاذبة من حيث أﻧﻬا صورة عن الحقيقة المنتظرة، حدس في الشعوب لما هو صحيح . إن العالم القديم هو على طريقته مثا ٌ ل لما كان مزمعًا أن يكون. أسميت هذا نتاج العقل الناهد إلى  الحق، أم سميته كلمات إلهية مزروعة على ما يقول يوستينوس الشهيد . لا مشكلة عندي في أن تكون هناك بذارٌ لصورة مريم.
  هنا أود أن انتهي إلى أن تبديد بعضٍ من شك عند من يعادي استشفاعنا والدة الإله بقوله إننا ندخل من باب خفي إحساسنا بالأنثوية إلى نطاق العبادة.   جوابي :
  أنه يعسر علينا استبطان المؤمنين لنلمس شيئا من هذا. فقد يكون لديهم شعور نحو الأم وإﻧﻬم قد يخلطون بين مريم وأمهاﺗﻬم بصورة غير واعية  
ولكن ردي في العمق هو إن الليتورجيا الإلهية عندنا   وأنا اعرفها سطرا سطرًا - ولعلها أضخم ليتورجيا مريمية ليس فيها اثر مقول عن هذا الشعور الأنثوي. وردي الأقوى إن والدة الإله و إن لم تدمر أنثويتها بالاختيار الإلهي إلاَّ أﻧﻬا تجاوزت الجنس من حيث أنه انفعال وصارت حواء الجديدة.

  في هذا يقول القديس سمعان اللاهوتي الحديث المنتقل السنة ال (١٠٢٢)
" كما  إن حواء أصبحت بعصياﻧﻬا سببا للموت ووقعت في الخطيئة، وكما بخطيئة واحدة صار الحكم على جميع الناس للدينونة، هكذا بطاعة العذراء ابنة داود صارت الحياة إلى جميع الناس . وهي بالتالي كلية القداسة، حواء  الجديدة، أمنا للحياة بالذي قدسها أي الكلمة المتجسد منها".

اجل تجد هنا وثمة أن مريم عروس المسيح أو عروس الروح القدس وقد أوضحُ هذا المعنى فيما بعد. ولكن ما يتضح من عبارة حواء الجديدة إن الزوج البشري الأول كانت فيه المرأة عنصر الغِوى، أما في تدبير الخلاص فالمرأة أمست عنصر العفة.المرأة التي في المسيح تدوس رأس الأفعى. عندما يقول بولس إلى أهل غلاطية: "ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر لا ينتهي إلى القول "لا رجل ولا امرأة" كما جاء في كثرة من الترجمات الأجنبية، ولكن إلى ما جاء في الترجمة المألوفة عندكم "لا رجل وامرأة" وذلك في تجاوز لوضع الخليقة الأولى حيث الذكر بالأنثى والأنثى بالذكر .

الذين هم في المسيح الذكر منهم واحد بنفسه مع السيد، والمرأة بنفسها واحدة مع السيد. كل منا والرب يؤلف زوجا روحيا واحدا بالتعالي عن الجنس.
مريم هي التي علمتنا أن هناك ما كان فوق المرتبة البيولوجية، فك ٌ ل من الذكر والأنثى ينفتح على الله
ويتمم شخصيته فيه. مريم لا تنمذج الأنثوية بأية طريقة.
     ومما يزيدني تأكيدا على أننا مع السيدة المباركة لسنا في هاجس السعي إلى المرأة ُأمًَّا كانت أو حبيبة في حضارة يسودها فرويد هو أن الغنوصة كان قد قضي عليها وهي مليئة بالوجوه الأنثوية. بسبب من هذا في اعتقادي قال القديس ابيفانيوس القبرصي قبل اﻟﻤﺠمع الثالث، إننا نحن المسيحيين ليس عندنا كاهنات كما عند الوثنيين. وليس واضحا في التعبد الشعبي أن نساءنا يذكرن والدة الإله أكثر مما يذكرها الرجال .


 وأضيف إلى هذا تأكيدا آخر وهو أننا بلسان اقليموس السكندري والمعلم افراهات السرياني سمينا الله أيضًا ُأمًَّا وهذا تأكيدا لتعليم واضح في العهد القديم فقد ورد على لسان أشعياء66: 13 "كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا وفي أورشليم تعزون"     .  
 إن صفة الرحمة في الله مشتقة لغًة من الرحم ما في ذلك ريب بمعنى أن الله يسعنا جميعا كما تسع المرأة الأجنّة في رحمها. وإذا كانت العبرية ترى ذلك ، فإن العربية تجزم باشتقاق الرحمة من الرحم بناء على كل الأحاديث النبوية التي ورد فيها جذر رَحِم. ويود بعض الروسيين أن يشيروا إلى أن الروح وهو مؤنث في العبرية ويحتمل التأنيث في العربية قد يكون فيه شيء من أنثوية كما يرشح هذا من مقطع سفر التكوين في حديثه عن الروح الذي كان يحضن المياه. ما يهمني قوله بعد أن فشا
الحديث عن إن الله أنثى في بعض التيارات المسيحية الغربية ورفض الاستعمال لضمير المذكر في الحديث عن الله. إن هذه الصرعة لا تفهم ما نسميه اللاهوت التتريهي الذي يعلي الله عن الذكورة والأنوثة معا. إن الكتاب المقدس في استعماله ضمير المذكر لا يتضمن نسبة أية ذكورة لله، فلماذا يصرّون على إبدال جنس بجنس. هذا هوس يجب أن نحفظ أنفسنا منه.

      أما بعد فإني مقترح عليكم أن نقف عند محطات ثلاث في حديثنا عن السيدة والدة الإله  تبدو لي أساسية للإحاطة بسرها ولو لم تستنفذه لأني أتوخى وضوحا يجعلنا نعيش العقيدة بما يشرح لنا صدرنا ويدنينا من التقوى. المحطة الأولى نشأة والدة الإله  وثانيها معنى أﻧﻬا والدة الإله وثالثها دوام بتوليتها. ولعلكم ترون في كل ذلك أننا لن نحيد عن الخريستولوجيا أو المسيحيانيات إذا ارتضيتم هذا التعريب
. ذلك أن لنا تقليديا كلاما في اللاهوت أي في الثالوث المقدس، وكلاما في تدبير الخلاص، وليس لنا كلام في مخلوق مهما سما قدره إلا إذا جاء الحديث عنه فصلا من فصول المسيحانيات.


أولا ً :  في منشأ والدة الإله

في القصد الإلهي: "لما حان ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة " غلاطية ٤: ٤
 هنا السؤال المطروح هو هل أن ملء الزمان الذي يشير إلى حقبات  تاريخية هيأت في حكمة الله ظهور الابن،  هل ملء الزمان يمس مريم بمعنى أن مشاركتها هي شخصيًا محددة في مشورة الله الخفية؟ بولس يقول مداورة دون أن يذكرها بالاسم أﻧﻬا من نسل داود وتاليا من نسل إبراهيم ويفهم الآباء فصل النسب الوارد في متى ولوقا أن والدة الإله ثمرة البر الذي من إيمان إبراهيم واستنتاجا من ذلك أﻧﻬا موضوع  دعوة إلهية .   سلام الملاك عليها يمكن فهمه على أنه اختزال البشرى أو مخططها. الدعوة مرتكزة على العظائم التي صنعها أو سوف يصنعها الله ﺑﻬا بمعنى أﻧﻬا تتمم ليتورجية السر
وأﻧﻬا معمل خلاصنا كما يقول القديس يوحنا الدمشقي في عظته في الرقاد. إﻧﻬا خادمة لسر التدبير، الإناء المصطفى كما يقول الدمشقي أيضًا التي تظهر ﺑﻬا مشيئة الله القديمة.  
     "  إنك عشت لله ومن أجله دخلت الحياة لخدمته في خلاص العالم حتى يتم بك أمر الله
الأبدي وهو تجسد الكلمة وتأليهنا".
هكذا بدت مريم "جسر الله إلى العالم " وسّلم يعقوب وكما يقول بروكلس القسطنطيني عن الابن انه إن لم يولد من امرأة لا يكون قد مات وإن لم يمت لا يكون قد نقض بالموت من كان له سلطان الموت ". الفكر الآبائي جعل والدة الإله طريقا إلى الفداء. وهكذا صار جسدها جسد المسيح وباتت الطبيعة البشرية "جسد المسيح". إﻧﻬا في سبق التحديد غدت أم الرب. هذا في الفكر الأرثوذكسي ليس سبق تحديد مطلق يغتصب إرادة العذراء. إﻧﻬا معرفة الله السابقة لحريتها وقداستها وهذا ما أكده الدمشقي: "إن إله الكل الذي عرف مسبقا قدرك أحبك ولما أحبك رسمك سابقا وأتى بك إلى الوجود في آخر الأزمنة وأعلنك والدة الإله أم ابنه الكلمة ومرضعته". إن قوة التقديس التي للروح طهرﺗﻬا وقدستها لتجعلها  شريكة لله في سر الخلاص.
وإذا دققنا في الحديث عن قداستها نقرأ عند القديس صفرونيوس بطريرك أورشليم  إن الفادي ولج "أحشاء مريم المتألقة طهرًا، المعصومة من كل لوثة في النفس والجسد والعقل، البريئة من كل دنس". ولئن كان "القديسون الذين ظهروا قبلها كثيرين، فما من أحد فيهم كان ممتلئًا نعمًة، ولا أحد كامل القداسة مثلها، ولا أحد تطهر من قبل مثلها. ويقوم هذا الامتياز بأن مريم تطهرت مقدمًا، وأبناء آدم الآخرين تطهروا عاديًا، والفرق بين تطهير هؤلاء وتطهير تلك هو إﻧﻬم تطهروا بعد الوصمة،
وأما هي فقبل الوصمة". ويوضح القديس اندراوس الكريتي   أﻧﻬا   "باكورة طبيعتنا، ﺑﻬا تستعيد البشرية جبلتها الأولى وامتيازاﺗﻬا القديمة، وﺑﻬا يبدأ تجديد طبيعتنا، والعالم العتيق يتقبل باكورة الخليقة الجديدة". ويعود الدمشقي إلى التأكيد إن "الشهوة لم تجد إليها سبيلا". فالفكر الآبائي مجمع على أن البتول لم تقترف إثما وما ذاقت الخطيئة.
  هل يزكي هذا عقيدة الحبل بلا دنس التي حددها البابا بيوس التاسع في ٨ ديسمبر السنة ال ١٤٥٨ وجاءت هكذا  : "إننا نعلن ونحدد أن التعليم القائل بأن  الطوباوية مريم العذراء قد عُصمت منذ اللحظة الأولى للحبل ﺑﻬا من كل دنس الخطيئة الأصلية، وذلك بنعمة وإنعام فريدين من الله القدير،
ونظرا إلى استحقاقات يسوع المسيح مخلص الجنس البشري، هو تعليم موحى به من الله، وواجب من ّ ثم على جميع المؤمنين الإيمان به إيمانا ثابتا لا يتزعزع"؟
  هذه العصمة في المفهوم الكاثوليكي وُهِبتها العذراء توقعا للاستحقاقات التي  سيكتسبها المسيح وكان هو بحاجة ليصبح كاملا في ناسوته إلى طبيعة إنسانية غير ملوثة بالخطيئة وكان ضروريا أن يكون الوعاء الذي تصور فيه الكلمة جسديا منقى سلفا. الموقف الذي يجمع عليه الأرثوذكس المعاصرون إن امتيازا كهذا إنما يعبر عن غلو حقوقي يطمس الطابع الحقيقي لعملية الفداء ولا يرى فيها سوى عملية "استحقاق"  مبهم للمسيح ،  منسوب إلى كائن بشري، قبل تجسد الكلمة وآلامه وقيامته وكأن الكنيسة اللاتينية تقول إنه كي يتم الفداء لا بد أن يوجد مسبقًا من ينعم بثماره .
 ثم لو أعيدت العذراء قسرًا إلى الحالة الآدمية الأولى أين تكمن حريتها ولماذا لم  يختر الله كائنًا قبلها اعتباطيًا يمنحه هذا الامتياز؟ أين التدرج في البر الذي في قديسي العهد القديم؟
عقيدة الحبل بلا دنس تبدو في اللاهوت الأرثوذكسي المعاصر اقتحاماً للحرية البشرية ويلغي مفهوم المشاركة الإلهية - الإنسانية.
 يزين لي إن الخلاف الحقيقي في هذا الباب يدور حول تباين الشرق والغرب في فهم ما يسمى الخطيئة الأصلية في الغرب وما نسميه نحن الخطيئة الجدية.
  النظرة الغربية إلى الخطيئة الأصلية هي نظرة اغسطينوس الذي يرى أن خطيئة آدم أصابت الطبيعة وهي تتوارث.  
في الشرق خطيئة آدم وحواء شخصية ولا يولد مولود ومعه خطيئة ولكن الطبيعة الإنسانية تحمل النتائج التي جلبتها خطيئة آدم .
 فالطبيعة سقطت من حيث أﻧﻬا صارت قابلة للموت وفي هذا يقول الرسول"كما في
( 1كورنثوس15 :22 )" آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع"
  خطيئة آدم تعني الجميع كما أن الخلاص خلاص الإنسانية كلها. ولكن ما من خطيئة وما من خلاص إلا إذا التزمهما الإنسان التزاما وهو في حريته.

إن الجدل الذي قام بين اغسطينوس وأصحاب بيلاجيوس يرتكز على( رومية 5: 12 ) "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم وبالخطيئة الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" أي لأﻧﻬم جميعا خطئوا ( لم استطع نقل الأحرف اليونانية )
هذه الكلمات "لأﻧﻬم جميعاً خطئوا نقلت إلى اللاتينية (in quo omnes peccaverunt )  الذي فيه - أي في آدم – جميعًا خطئوا  . الأصل اليوناني لا يمكن أن يترجم هكذا .
 
 في الأوساط العلمية اليوم شبه إجماع على فهمنا هذا للنص اليوناني. فالمعنى هو هكذا: (موت آدم هو أجرة خطيئته وذريته مذنبة لأﻧﻬا تخطئ مثله) حسب قول بولس:" الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية ٣ :٢٣ .
عندنا مع آدم تماسك بالموت يماثله تماسك في الحياة مع الرب يسوع. الموت هو الذي يجعل الخطيئة محتّمة لأنه يفسد الطبيعة وهنا يقول القديس كيرلس السكندري : " إن الإنسانية بعد آدم "مرضت بالفساد. "  يؤيّده في ذلك كل مدرسة إنطاكية. الذهبي الفم، غريغوريوس بالاماس، مكسيموس المعترف في هذا النحو. هذا يقول :  "الاختبار  السيئ الذي عمله آدم أتى بالهوى والفساد والمواتية".   وفيما نحن نؤكد مع كل التراث البيزنطي نزاهة مريم وكوﻧﻬا لم ترث الخميرة   القديمة كما يقول القديس نيقولاوس كابازيلاس في القرن الرابع عشر ولكنها خميرة  جديدة وأصل نسل جديد إلاَّ أنه لا بد من الملاحظة أن الشرق البيزنطي لم يتجاوز في
جهده العقدي مجمع افسس.  ما من تحديد عندنا غير كلمة ثيؤتوكس.  تراث شعر وبلاغة لم يمنع
أعظم الآباء البيزنطيين يوحنا الذهبي الفم أن يتحفظ في كلامه عن البتول. ففي عظته ال ٤٤ في تفسير متى والمتعلقة بذهاب إخوة يسوع ليكلموه ينسب  إليها حب اﻟﻤﺠد الباطل وشعورها بقدرﺗﻬا وسلطاﻧﻬا على ابنها. في هذه العظة يذكر الذهبي الفم عرس قانا الجليل ويقول إن الرب لامها لأن سؤالها كان في غير محله ولو لم يعارضها.  
في العظة ال ١٢ في شرح يوحنا وفي صدد حديثه عن عرس قانا ينسب الذهبي الفم إليها أﻧﻬا في قولها: ليس عندهم خمر أرادت أن يتعلق المدعوون بابنها وان يكون لها بذلك وهج ما.  ربما أحست أيضًا  - يقول قديسنا - بشعور ما بشري جدا مثل إخوة يسوع. يفهم الذهبي الفم:  ما لي ولك يا امرأة على انه جواب جاف.  لم يجترئ احد على تكفير الذهبي الفم على ذلك وهو الذي يوقر والدة الإله توقيرا كثيرا.    

في الحقيقة إن ما لي ولك يمكن أن تعني لماذا تزعجيني ﺑﻬذا السؤال كما قالت الأرملة لإيليا النبي: "ما لي ولك يا رجل الله؟ أتيت إليَّ لتذكر بذنبي " (الملوك الأول 17 : 18
) ويمكن أن يعني انه لا يلوم ولا يعارض ولكنه يعفي نفسه من هذا  الشأن.  

المشكلة في حديث بيزنطي عن والدة الإله يتوخى الإيضاح أن البحث العقلي والمذاهب اللاهوتية والتحديد الصادر عن هذا المقام أو ذاك ليس لها قيمة الأناشيد الطقوسية. فقد اتخذت تعابيرها دائما  معيارا للتقليد. اجل هناك قصائد تبدو وكأﻧﻬا دساتير إيمان وهناك استرسال شعوري جامح. هذا لم يحل دون الكلام الدقيق في الإلهيات عند الشعراء أنفسهم. هناك إحساس في العمق يجعلك تتموج بين اللغة العقدية ولغة الشعر وكلاهما يحملك إلى ذهول الرؤية.

ثانيًا: عبارة "والدة الإله"

لن أبحث في نشوء العبارة وقد يكون أوريجينوس أول من استعملها وقد ذكر العبارة الكسندروس السكندري وأثناسيوس وديديموس الأعمى والغرويغوريوسان
وكيرلس الارشليمي. وفي إحدى رسائل كيرلس إلى نسطوريوس عندما يفسر التسمية يقول: "ليس لأن طبيعة الكلمة أو لاهوته كانت بدايته من العذراء القديسة، بل لأنه منها ولد الجسد المقدس بنفس عاقلة،  وهو الجسد الذي اتحد به شخصيا الكلمة الذي قيل عنه إنه ولد بحسب الجسد ... وما دامت العذراء  القديسة ولدت بالجسد الله الذي صار واحدا مع الجسد بحسب الطبيعة، لهذا السبب ندعوها والدة الإله ولا نعني بذلك أن طبيعة الكلمة كانت بداية وجودها في الجسد".  .

لعل النعمة التي حّلت علينا ﺑﻬذه العقيدة أننا وُهبنا أن نرى وحدة المسيح وان نذوقها بالرغم من كوﻧﻬا تفوق كل قدرة على استيعاﺑﻬا في شعور المصلي. ذلك أن المسيحي ولو ارتضى هذه العقيدة إلاَّ أنه يذهب في إحساسه إلى إلوهية للسيد لابسةٍ بشرية ما أو إلى إحساسه ببشرية متكاملة بإلوهية ما. إﻧﻬا لصعوبة رهيبة أن يختبر المؤمن الناسوت واللاهوت متعاملين في شخصية تبرز مركبة وموحدة بآن. هذا من الوحي  المحض الذي ليس مثله شيء في دنيانا. إن الشرق تتكثف فيه رؤية الإلوهة في السيد
على حساب بشريته وكأن الشرق مونوفيسي سيكولوجيا. ولعل تعليل ذلك إننا ذقنا ويلات الأريوسية في ما كانت عليه وفي ما مورست عقودا وفي ما انبعثت في غير حركة.
   وقد يكون الغرب ميالاً إلى المسيح الإنسان على نكهة نسطورية ،  أو ما اصطلح عليه على أنه كذلك.
وما من شك أن هذه النزعة هي التي تفسر طغيان عيد الميلاد في جانبه البشري وجوانبه الفولكلورية. ولقد لاحظت غير مرة إن المرء لا يستطيع أن ينتزع بسهولة عبارة والدة الإله من فم پروتستنتي.
وقد يكون الشرق كله موحدا على عبارة والدة الإله بلا استثناء كنيسة.  
هذه المداخلة لا يعنيها أن تبحث في موقف نسطوريوس من العقيدة. فإذا عدتم إلى ما قبل الخلاف الأفسسي تجدون عبارة والدة الإله بالأقل مرة عند نسطوريوس وقد صرح بعد مداخلات يوحنا الانطاكي: "إن العذراء القديسة هي والدة الإله لأن الهيكل المخلوق فيها بالروح القدس اتحد بالألوهة". وليس من صحة للتأكيد بأنه كان يؤمن بإنسان عادي استقر فيه الكلمة فيما بعد. عن علاقة الناسوت باللاهوت يقول متخذا سفر الخروج 3: 2  . "كانت النار في العليقى والعليقى كانت النار والنار العليقى ولم يكن عليقيان وناران" وفصل المقال عنده: "من قال في الاتحاد ابنا وإلها وربا كيف يمكنه بفصلهما أن يقول إنه ثمة على حدة ابن وإله وان ثمة آخر هو الإنسان وان يقول هكذا ابنين".  

يجمع الأخصائيون اليوم على أن نسطوريوس لم يكن نسطوريا لإيمانه بوحدة شخص المسيح وما كان قوله بالأقنومين في السيد إلاَّ لأن ذلك عنى له الطبيعتين.  ما قلت لكم هذا لنخوض جدلا حول شخص نسطوريوس .  ولكن لأؤكد إن إكرام  الشرقيين جميعا لسيدتنا والدة الإله واحد وإن إيماننا تاليا بالسيد المبارك واحد .  ولكن لم نستطع معا نحن الخلقيدونيين وغير الخلقيدونيين أن نتجاوز حسنا بالتاريخ لنلتقي كنيسة المشرق المسماة أشورية  على صيغة معقولة  .
 فالتقت هذه الكنيسة الكاثوليكية فأصدرتا بيانا خريستولوجيا مشتركًا في الحادي عشر من نوفمبر الماضي وصرحتا أن اللاهوت والناسوت وهما بعيدان عن أن يشكلا "واحدا وواحدا"  متحدان في شخص الابن ذاته، ابن الله الوحيد ... فالمسيح ليس "إنسانا عاديا" تبناه الله ليقر فيه وليلهمه كما ألهم الأبرار والأنبياء. ...والناسوت الذي ولدته العذراء مريم المغبوطة كان دائما ناسوت ابن الله ذاته.  
ولهذا السبب تصلي كنيسة الشرق الأشورية إلى العذراء مريم باعتبارها "والدة المسيح إلهنا ومخلصنا" واعترفت الكنيستان إن العبارتين "والدة الإله" ووالدة المسيح تعبران شرعيا وبدقة عن الإيمان الواحد .
 وسمت الكنيستان نفسيهما شقيقتين وتعاهدتا على رفع كل الحواجز دون تحقيق الشركة الكاملة.
ليس لي إلاَّ أن ألاحظ بحزن أن الشرق فوت على نفسه فرصة أن يكون واحدا.

ثالثا: الدائمة البتولية.
تدل العبارة على ما صار عقيدة في اﻟﻤﺠمع المسكوني الخامس ( ٥٥٣ ) واﻟﻤﺠمع المسكوني السادس المنعقد في القسطنطينية السنة ال ٦٨ . وليس اﻟﻤﺠال هنا للجهر بإيماننا بالمولد البتولي الذي يؤكده متى وخلفياته . غير انه يؤلمني أن أقول إن ظهور الرب بلا دور لرجل أمر ينكره من حين إلى آخر  الفكر الغربي بما في ذلك بعض من الأوساط الكاثوليكية وكثيرا ما تلاحظ مماثلة بين نكران المولد البتولي  ونكران حقيقة القيامة.  أما دوام البتولية فيشهد له بطرس السكندري، واقليمس وأثناسيوس والذهبي الفم والنيصصي إذا اكتفيت بالعظماء.
 وإذا كان لا بد من دعم كتابي له قوة الترجيح الكبير فيأتينا من توافق يكاد يكون كاملا بين متى   الذي يسمي كل منهما  بين النساء الواقفات عند الصليب مريم أم يعقوب ويوسف (متى 27: 55) وبين (مرقص 15: 4  )  الذي يجعلها ام يعقوب الصغير ويوسي.   مريم هذه الأخيرة لا نعرف هويتها بالتدقيق.  هل هي زوج كلاوپا المذكورة في يوحنا؟ ولا نعرف هوية يعقوب الصغير  . ولكن في روايتي متى ومرقس عندنا اسمان يعقوب ويوسي (أو يوسف) صاحباهما من إخوة يسوع وهما منسوبان إلى غير العذراء.
هناك قرائن عديدة عند المدافعين عن الإيمان لا أتوقف عندها لأن ما همني هنا ما أبني عليه مقاربة اللاهوت السّري أو الصوفي. في عملية التجسد الإلهي تمت مُسارة بين البتول والثالوث القدوس بحيث أﻧﻬا أضحت مظلته (هذا معنى كلام الملاك إليها  "وقوة العلي تظلك") أي أن الشكينة حلت عليها فصارت مسكن الله مع الناس ومقر اﻟﻤﺠد لأﻧﻬا باتت الهيكل الجديد الذي أبطل فيه الهيكل القديم. ولا تناقض بين هذا وقول الرب: "انقضوا هذا الهيكل وأنا بانيه في ثلاثة أيام". جسد الرب المماتِ المقام غدا هو الهيكل بعد أن أعلنت السماء مريم خيمة الاجتماع في بتولية ملكوتية الأبعاد، كنسية المعنى. وهذا كله يتنافى وأن تذوق مريم خبرة زواج .  
فبعد أن صارت مع ابنها ورﺑﻬا زوجًا فريقٌ منه إله وفريق منه مألوه كلياً لا يعرف الهوى بات قلبها مخطوفا إلى العرش الإلهي، الأمر الذي يؤسس سر رقادها وانتقالها وإقامتها في اﻟﻤﺠد السرمدي.

 وتؤسس رؤيتنا هذه على عرس قانا الجليل وعلى حالها عند قدمي المصلوب فعرس قانا كان صورة عن المائدة الماسيانية التي تقوم بالخمر الملكوتية. "أني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت أبي"  ( متى26 :  29)  وهنا الخمر كانت شراب الآلهة في حضارة اوغاريت في شمالي سوريا  .
 إن جدلية الإمساك عن الخمر هذا وتناولها في الحياة الأبدية قائمان في غير حضارة. في قانا نحن مع توثب إلى الملكوت كانت له محطة على الجلجلة.
  ما يجمع قانا إلى موقع الصلب أن السيد المبارك سمى فيهما أمه يا امرأة .   في  الأولى قال: "ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد" وقبيل موته قال : "قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان". إن ساعته الوحيدة هي ساعة الموت . لذلك قال للمباركة من على الخشبة: "يا امرأة هوذا ابنك". قالها لأنه كان ينتظر بعد لحيظات أن يخرج من جنبه دم وماء. هذا يقابل الخمر والماء في قانا الجليل.  ما كان رمزا فيها صار راهنًا هنا، فإنه قد تم على الصليب عرس المسيح والكنيسة هذا الذي تحدث عنه صراحة بولس الإلهي في رسالته إلى أهل أفسس.
   كان السيد يعرف أن الكنيسة لن تكون عروسا مجيدة لا عيب فيها ولا غضن ، إلا في ملكوت الآب غير انه خطبها لنفسه وهو العريس الكامل. والخطيب، لغًة،هو من يتودد قبل اكتمال الزواج .


في هذه المسيرة من أورشليم الأرضية إلى أورشليم السماوية رأى المخلص في أمه التي حفظت نفسها وجسدها كاملين للحب الإلهي، رأى في أمه صورة عن الكنيسة البكر وجعلها أمًا لله .

انتهى

كلمة ألقاها سيادة المطران جورج خضر في مصر بتاريخ  ٧ كانون الثاني ١٩٩٥
[/font]


عدل سابقا من قبل fr.boutros في 27/6/2011, 1:25 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nabay.ahlamontada.com
 
والدة الإله ( مهمة جداً للمطران جورج خضر )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأعياد . ( للمطران جورج خضر )
» توبوا فقد اقترب ملكوت السموات (للمطران جورج خضر)
» ميلاد والدة الإله
» صلاة إلى والدة الإله
» صلاة إلى والدة الإله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رعية رئيس الملائكة ميخائيل + نابيه + أبرشية جبل لبنان :: ( 4 ) آباء وقديسون.... ( المشرفة: madona ) :: والدة الإله-
انتقل الى: