تاريخ ووصول هدايا المجوس الى جبل آثوس

تاريخ ووصول هدايا المجوس الى جبل آثوس
‫يقول لوقا الإنجيلي عن العذراء مريم والدة الصبي إنها "كانت تحفظ كل تلك الأمورفي قلبها" (لوقا9،2،51). ويؤمن أغلب المفسّرين والآباء أنّ السيدة العذراء قصّت الكثير من هذه الأمور للإنجيلي لوقا نفسه، الذي دونّها في إنجيله.
كانت العذراء بالطبع قد حفظت ليس كلمات المسيح وحسب، وإنما كل ما يختصّ بحياته الأرضية أيضا. وفي التقليد أن العذراء سلّمت قبل رقادها هذه الأشياء الى كنيسة أورشليم آنذاك، حيث حُفظت هناك حتى العام 400 م.الهدايا وزنارها المقدس... حينها نقلها الأمبراطور أركاديوس الى القسطنطينية، فحُفظت هناك حتى سقوطها على يد الإفرنج (1204م). حينذاك نُقلت هدايا المجوس مع مقدّسات وكنوز أخرى متعددة الى نيقية لأسباب أمنية، والتي كانت العاصمة المؤقتة للإمبراطورية البيزنطية آنذاك.

وفي عهد الأمبراطور ميخائيل تراجع الإفرنج فأُعيدت هذه الهدايا الى القسطنطينية، فبقيت هناك حتى سقوطها بيد الأتراك(1453م). عندها قامت مارو، أُم القائد التركي الشهير محمد الفاتح ، وكانت مسيحية تقيّة من أصل صربي، بنقلها شخصيًا الى دير البارّ بولس فيجبل آثوس. فقد كان والدها، الملك جاورجيوس الصربي، باني الكنيسة الرئيسية(الكاثوليكون) على اسم القديس جاورجيوس في ذلك الدير
بحسب تقليد جبل آثوس، فإن مارو بعد بلوغها ميناء الدير، همّت بالصعود برًّا إليه. فظهرت لها السيدة والدة الإله بشكل عجائبي ومنعتها من التقدم. فنزل الرهبان من الدير واستقبلوا هذه الهدايا المقدسة في المكان الذي بلغته مارو. هناك بنوا مزارًا شريفًا تذكارًا لهذا الحادث، ورفعوا إليه صليبًَا وسمّوه "صليب الملكة". صحّة هذا الحدث وطبيعة المقدسات يثبتهما التقليد الشفوي المتوارث، ولكن بالأخص من الرائحة الذكية التي تفيض من الهدايا ومننعمة الله التي تمنح الأشفية حتى اليوم.
تحتلّ "هدايا المجوس" المقدسة المكانة الأولى بين الكنوز الثمينة العديدة الموجودة في الدير، وحتى بين بقايا القدّيسين العديدة. خروج "الهدايا المقدسة" (الذهب واللبان والمرّ) من دير القديس بولس في جبل آثوس الى المدن اليونانية صار تقليدًا. جاء هذا التقليد من روح التقوى الشعبية ومن تقدير الدير الى هذه الحاجة الرعائية.تُعتبر هذه المقدسات من أهم ما يمكن ان ينقل إلينا النعمة ويشدّد إيماننافي أيام الميلاد

من كتاب"سرّ التجسد

تاريخ ووصول هدايا المجوس الى جبل آثوس 228574

الف شكر
معلومة لم اقرأ عنها من قبل .

الرب يباركك ابنتنا العزيزة
نهلا

» إضاءة على جبل آثوس
» الجبل المقدّس آثوس دير الفاتوبيذي
» الجبل المقدّس آثوس دير الإيفيرون
» تاريخ كنيسة القيامة
» تاريخ أيقونة المديح